أبو عبدالله الصغير



هو محمد الحادي عشر بن علي كنيته أبو عبدالله الصغير آخر حكام مملكة بني الأحمر في غرناطة. تولى الحكم عام ٨٨٧هـ .وأخذته القوة والحمية لكي يقود معركة في شرق قرطبة وانتصر في بعض المعارك التي خاضها .ثم أرسل له ملك أرغون النصرانية جيشا .واستطاع الأراغونيون هزيمة محمد الصغير وتم أسره. بقيت غرناطة دون ملك يحكمها فتولى عم أبي عبدالله الصغير الحكم واسمه محمد بن سعد ولُقب بالزغل. 


علم الأراغونيين بتولي الزغل الحكم. فذهبوا لأبي عبدالله الصغير وعرضوا عليه أن يردوه لحكم غرناطة على أن يسلم أبو عبدالله الأسرى النصارى وأن يعترف بسلطان النصارى. فقبل أبو عبدالله الصغير تلك الشروط وانحنى في ذل شديد وقبل يد الملك الأراغوني فرديناند الخامس .


وفي عام ٨٩١هـ خرج النصارى الأراغونيين مع أبي عبدالله وجاءوا على أبواب غرناطة. فرفض الزغل أن يستقبل ابن أخيه خوفا على ملكه. فقام أبو عبدالله مع الأراغونيين بمقاتلة جيش عمه الزغل. واشتدت المعارك بينهم فعقد النصارى صلحا يقضي بتقسيم غرناطة لنصفين نصف لأبي عبدالله ونصف لعمه الزغل .

بعد فترة طمع أبو عبدالله الصغير في أراضي عمه فاستعان بالأراغونيين وهجموا على أراضي الزغل وأخذوا منه معظم أراضيه ولم يبق له إلا مدينة واحدة وهي مدينة بسطة وبعضا من القرى حولها. حاصر الأراغونيون مدينة بسطة عام ٨٩٥هـ ودافع عنها أهلها باستماتة شديدة وبعد أن ضاق الحصار. بدأت المفاوضات ونجحت بالفعل بعد أن أعطي أهل بسطة الأمان وسلمت المدينة للملك فرديناند. 



نظر الزغل فلم يجد شيئا يملكه سوى بضعة قرى مسلمة فقام بحركة خسيسة. حيث قام ببيع تلك القرى لملكة قشتالة النصرانية مقابل ٣ ملايين دينار ذهب تعطى للزغل. وبالفعل حصل ذلك عام ٨٩٥هـ وذهب الزغل بالأموال .وانتهى الأمر بالزغل مسجونا في المغرب وسملت عيناه ومات فقيرا معدما وووحيدا وأعمى عام ٨٩٦هـ.


في أثناء محاربة أبي عبدالله لعمه الزغل. كانت مملكة أراغون بقيادة فرديناند الخامس ومملكة قشتالة بقيادة الملكة إيزابيلا قد اتحدوا بعد أن تم االزواج من فرديناند وإيزابيلا. انتهى صراع العروش بين أبو عبدالله الصغير وعمه وامتلك غرناطة كلها . وما إن يظفر أبو عبدالله بغرناطة حتى يأتيه جيش مملكة قشتالة النصرانية ويضرب الحصار عليه لأشهر . -

بعد عدة أشهر يقوم الصلح المشؤوم عام ٨٩٧هـ بين أبو عبدالله الصغير والملك فرديناند الخامس وتسلم غرناطة للنصارى وأقاموا قداس الكنيسة في الجامع الأعظم. -ويخرج أبو عبدالله مع أهله ويقف على تل وينظر لغرناطة. ثم يبكي فقالت له أمه " إبكِ كالنساء على ملك لم تحافظ عليه مثل الرجال". وبقي هذا التل إلى اليوم شاهدا على هذه الحادثة وسمي "زفرة العربي الأخيرة".



من كتاب الأندلس التاريخ المصور

لشراء كتاب الأندلس التاريخ المصور. وسوف يصل إلى باب منزلك. اضغط على الرابط https://jamalon.cake.aclz.net/?a=4184&c=32236&p=r&s1=



تعليقات