أخطر جاسوس في القرن العشرين


قصة حياة كيم فيلبي أغرب من الخيال وربما لم يحظ جاسوس بمثل ماحظي به من شهرة واهتمام وكما كانت حياته التجسسية شديدة الإثارة إلا أن نهايته كانت لا تقل إثارة عن حياته التجسسية .


كان فيلبي مسؤولا كبيرا في جهاز المخابرات البريطانية وتحديدا في قسم مكافحة نشاط المخابرات السوفييتية ((كي جي بي)) لكن السوفييت جندوه لحسابهم رغم أنه كان مرشحا لتولي إدارة المخابرات البريطانية

ولد فيلبي في الهند لأسرة غنية والتحق بجامعة كامبردج عام ١٩٣٣م من كلية ترنتي والتي كانت أول خطوة له لعمله كاجاسوس مزدوج لكل من بريطانيا والسوفييت كان متعجرفا عظيم الثقة بالنفس وأيضا كان جاسوسا ذكيا تمكن بكل مهارة من التفوق على وكالات التجسس البريطانية كان فيلبي ماركسيا مخلصا -الماركسية هي الشيوعية كتبنا عن الشيوعية في مقال يحمل العلم الشيوعي الأحمر.


أثناء دراسته في الكلية قابل شبابا سيصبحون جواسيس لموسكو مثل دونالد ماكلين وجاي بورجيس وغيرهم وكان هؤلاء الشباب قد أقسموا على الولاء للشيوعية وعلى الرغم من أن فيلبي كان شيوعيا ماركسيا إلى أنه لم ينضم للحزب الشيوعي ولم يدعمه بالمال بل كان ينفق المال الذي يعطيه إياه والده في السفر بين فرنسا وأوربا .



عمل بعد تخرجه في الصحافة وتفرق أصدقاؤه الجواسيس للعمل في مختلف الدول وعندما قامت الحرب الاسبانية عمل كمراسل لصحيفة لندن لتغطية الحرب من قلب الحدث ولكن مالم يكن في الحسبان أن فيلبي كان ذاهب لأسبانيا بغرض التجسس لصالح السوفييت وليس لغرض الصحافة وعمل كمراسل بغرض التجسس لصحيفة التايمز البريطانية في ألمانيا النازية وعاد إلى انجلترا وقامت الحرب بين بريطانيا والمانيا .


تمكن في هذا الوقت أن ينضم في خدمة الاستخبارات البريطانية السرية وأن يتقرب أكثر من الأسرار البريطانية وتدرج في المناصب بسرعة حتى أصبح على علاقة مع رئيس الوزراء البريطاني تشرشل واقترح فيلبي على تشرشل إنشاء مكتب في الاستخبارات لمكافحة الشيوعية .

تسارعت الأحداث وبدأ فيلبي يحس بالخطر في بريطانيا حيث إن أصدقاؤه الذين كانوا معه في الكلية دونالد ماكلين وجاي بورجيس سافروا فجأة إلى موسكو بعد أن علموا أنه سوف يتم القبض عليهم . وفي ٢٣ يناير عام ١٩٦٣م ترك فيلبي أسرته التي كانت تنتظره في وجبة العشاء وهرب بالسفينة إلى بيروت ومن بيروت إلى الاتحاد السوفييتي واستقبله السوفييت استقبال الأبطال وأعطوه وسام لينين ولقب جنرال في المخابرات السوفييتية .

مما قاله في مذكراته (( حتى تخون يجب أن تكون منتميا أولا وأنا لم أنتمِ أبدا لهذا النظام المنافق في بريطانيا )) وفي عام ١٩٨٨م توفي وأوصى أن في الاتحاد السوفييتي حيث قال (( في هذا البلد الذي اعتبرته بلدي منذ الثلاثينات )).



من كتاب أشهر جواسيس التاريخ

تعليقات