إسهامات المسلمين في الطب



لعل كثيرا من المسلمين لا يدركون مدى الإرث التاريخي والعلمي العظيم الذي قدمه أجدادهم المسلمون. وفي هذا المقال نعرض لكم نبذة يسيرة عن إسهامات المسلمين في الطب بشكل عام والطب الأوربي بشكل خاص. كانت تونس عاصمة الطب وتحديدا في مستشفى القيروان حيث كان الأطباء الأوربيين يذهبون لمكتبة المستشفى ليجدوا الكم الهائل من الكتب والمراجع التي ألفها العلماء المسلمون. 

كان يتحتم على الأطباء الأوربيين أن يتعلموا اللغة العربية (لغة الحداثة)في ذلك العصر؛ من أجل أن يتعلموا الطب ومن أجل أن يترجموا الكتب العربية إلى اللغة اللاتينية. نقل علوم المسلمين جماعة من الأوربيين أمثال قسطنطين الأفريقي وكان هذا العالم المسيحي يعيش في تونس لعدة سنوات وقد ترجم المراجع الطبية العربية إلى اللاتينية فأحدث بذلك ثورة في الطب الأوربي. 

ترجم قسطنطين إلى اللاتينية كتب الأغذية والمعدة والكآبة والنسيان والممارسة الجنسية . والأهم من ذلك ترجمته لكتاب زاد المسافر الذي ألفه ابن الجزار ويعتبر هذا الكتاب مدخلا لعلم التشريح والأمراض. تُرجم كتاب القانون لابن سينا وكتاب الحاوي لأبوبكر الرازي وكتاب التصريف للزهراوي. وهناك أكبر موسوعة في الطب للعالم السوري ابن النفيس حيث تم ترجمته وجمعه في ثمانين مجلدا. ومازال إلى اليوم الكثير من مخطوطات ابن النفيس بخط يده موجودة في مكاتب أوربا. 

الجدير بالذكر أن هذه الكتب ألّفت قبل ٨٠٠ سنة في عصر النهضة الإسلامية وعصور الظلام الأوربية. نختم بمقولة مؤرخ الطب العربي دونالد كامبل "يعد النظام الأوربي عربيا ليس في أصله فقط بل في بنيته كذلك، العرب هم أجداد الأوربيين المفكرين ". 


المصدر كتاب ألف اختراع واختراع





تعليقات