الوزير نظام الملك



الوزير الكبير قوام الدين أبو علي الحسن الطوسي يكنى نظام المُلك ولد في سنة ٤٠٨هـ، عاقل ، سائس ، خبير ، متدين ، محتشم أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد وأخرى بنيسابور ، وأخرى بطوس ورغب في العلم وأدر على الطلبة المكافآت وكتب الحديث . أصبح وزيرا للسلطان السلجوقي ألب آرسلان ثم لابنه ملكشاه فدبر ممالكه على أتم ما ينبغي وخفف المظالم ورفق بالرعايا وبنى الوقوف وهاجرت الكبار إلى جنابه وازدادت رفعته واستمر عشرين سنة . 


قيل : إنه ما جلس إلا على وضوء ، وما توضأ إلا تنفل وصلى ، ويصوم الاثنين والخميس ، جدد عمارة خوارزم ، ومشهد طوس ، وعمل بيمارستانا (مستشفى)، نابه عليه خمسون ألف دينار ، وبنى أيضا بمرو مدرسة ، وبهراة مدرسة ، وببلخ مدرسة ، وبالبصرة مدرسة ، وبأصبهان مدرسة ، وكان حليما رزينا وهو من أوائل من بنى المدارس الحكومية وسميت بكنيته ( المدارس النظامية) التي تخرج منها صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي.


وقيل : كان يتصدق كل صباح بمائة دينار .
وقيل : بهر العقول سيرة النظام جودا وكرما وعدلا ، وإحياء لمعالم الدين ، كانت أيامه دولة أهل العلم ، ثم ختم له بالقتل وهو مار إلى الحج في رمضان . 


وقُتل صائما في رمضان ، أتاه باطني(حشاش) في هيئة صوفي يناوله قصة ، فأخذها منه ، فضربه بالسكين في فؤاده  فتلف. وذلك ليلة جمعة سنة ٤٨٥هـ بقرب نهاوند ، وكان آخر قوله : ((لا تقتلوا قاتلي ، قد عفوت ، لا إله إلا الله)) ولكن جنوده تسرعوا وقتلوا الحشاش قبل أن يأمرهم الوزير بعدم قتله.


هل سمعت بهذا الوزير من قبل ؟
من كتاب سير أعلام النبلاء

تعليقات