أورانك زيب سادس الخلفاء الراشدين





هو أورانك زيب عالمكير ؛ « لا نظير له في علو الهمّة وقوة الإرادة في ملوك العالم »: لُقب بسادس الخلفاء الراشدين لشدة عدله وحكم وهو في الأربعين من عمره ، ففتح البلاد ، ونشر الأمن والعدل.


وامتدّت دولة الإسلام من سفوح « همالايا » في الشمال ، حتى شواطئ البحر أقصى الجنوب . ومع هذه الفتوحات العظيمة ، كان ينظر في كل شئون المُلك وقضايا الرعية بمثل عين العقاب ، فأزال كل آثار زندقة الملك « جلال الدين أكبر ، وعدّل الضرائب ، ومدّ الطرق العظيمة ، وبني المساجد في أنحاء الهند وجعل لها أئمة ومدرسين ، وأسس دورًاللعَجَرَة ،ومارستانات(مستشفيات)للمعتوهين ،ومستشفيات للمرضى ، ودوّن الأحكام الشرعية والفتاوى في كتاب واحد يُسمّى اليوم الفتاوى العالمكيرية.

ألغى امتيازات المُلك ، وألف كتابا في الحديث فقد كان عالمًا ، وعكف على دراسة القرآن الكريم ، وكان يكتبه بخطه ويبيع المصاحف ليعيش بثمنها ، بعد أن زهد نفسه أموال المسلمين ، وكان يحافظ على صلاة الجماعة ولا يتركها ، والجمعة في المسجد الكبير ، وكان يصوم رمضان في كل أحواله ويُقيم لياليه بالتراويح ويعتكف في العشر الأواخر ، ويداوم على الوضوء و على الأذكار ، ويمدّ أهل الحرمين بالصدقات ، و كان شديدًا في حزمه وعزمه ، بارعا في فنون الحرب . وفي الإدارة والتنظيم .



حكم الهند خمسين سنة ، وكان أعظم ملوك الدنيا في عصره . ومع أنّ مفاتيح كنوز الهند كلّها كانت بيده ، ولكنه عاش عيشة الزهد ؛ وكان يمر عليه رمضان كله فلا يأكل إلا أرغفة من خبز الشعير ؛ من كسب يمينه ، لا من أموال الدولة . -

فرحم الله على الملك « أورانك زيب عالمكير » ،
توفي سنة ۱۱۱۸ هـ . تاركا وراءه سيرة نهج فيها نهج الخلفاء الراشدين .


من كتاب صلاح الأمة في علو الهمة المجلد (٦)
هل سمعت بهذا الملك من قبل ؟

تعليقات