قصة تمزيق ملك كسرى



كتب كسرى إلى باذان وهو واليه على اليمن، أن ابعث رجلين قويين من عندك ليأتياني بمحمد ﷺبالحجاز. 


فأرسل باذان رجلين من اليمن حتى وصلا الطائف. فوجدا فيها رجلا من قريش. فسألوه عن مكان النبي ﷺ فأخبرهم أنه في المدينة. واستبشر أهل الطائف بهذين الرجلين بعد أن علموا أنهما ذاهبين ليأخذا النبي ﷺ 

فذهب الرجلين إلى المدينة ودخلا على النبي ﷺ وقالا له:" إن ملك الملوك كسرى كتب إلى ملكنا "باذان" أن يبعث إليه من يأتيه بك... وقد أتيناك لتنطلق معنا إليه، فإن أجبتنا كلمنا كسرى بما ينفعك ويكف أذاه عنك. وإن أبيت فهو من قد علمت سطوته وبطشه وقدرته على إهلاكك وإهلاك قومك". 

فتبسم النبي ﷺ وقال: "إرجعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غدا". 
فجاءا من الغد وقالا له: "هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى؟" 
فقال النبي ﷺ : "لن تلقيا كسرى بعد اليوم... فلقد قتله الله. حيث سلط عليه ابنه "شيرويه" في ليلة كذا...في شهر كذا". 

فدهشا من ذلك وقالا: أتدري ماتقول؟ أنكتب إلى "باذان". فقال النبي ﷺ: نعم، وقولا له: إن ديني سيبلغ ما وصل إليه ملك كسرى، وإنك إن أسلمت أعطيتك ماتحت يديك وملكتك قومك". فذهب الرجلان إلى باذان وأخبراه بقول النبي ﷺ فقال: "لئن كان ماقاله محمد فهو نبي، وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيا". 

فما لبث باذان أن جاءه رسل شيرويه بكتابه الذي يقول فيه: أما بعد فقد قتلت كسرى، ولم أقتله إلا انتقاما لقومنا... فإن جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن عندك". فطرح باذان الكتاب وأسلم هو ومن معه في اليمن وولاه النبي ﷺ على اليمن. 

فائدة تاريخية/ عُرف عن الأكاسرة الفرس أنهم فيهم تهور وتكبر وذلك يرجع لاعتقادهم أنهم آلهة. وعرف عن القياصرة الروم أنهم قوم تكبر لكن لديهم روية وحكمة وتأني ولكل قاعدة استثناءات. وفي هذه القصة يتجلى كِبر وتهور كسرى حيث رفض الرسالة كلها من البداية وقبل ذكر موضوعها بمجرد عدم ذكر اسمه أولا. 

المصادر/ كتاب صور من حياة الصحابة ١-٧+ كتاب البداية والنهاية. 

لشراء كتاب صور من حياة الصحابة المجلد الأول اضغط ( هنا ) 
لشراء كتاب البداية والنهاية اضغط ( هنا )

تعليقات