المشرقون والمغربون والمعتدلون




يقول علي الطنطاوي رحمه الله تعالى:

"إن منا من يرى المثل الأعلى التحاقنا بأوروبا واصطناعنا عاداتها وأخذنا بعوائدها، حتى نكون منها ونتبرأ من شرقيتنا وديننا ولغتنا، وهؤلاء هم المجددون المتطرفون. ومنا من يرى المثل الأعلى العودة إلى ما كنا عليه قبل عشرات السنين، ومحاربة كل غربي ولو كان علما صحيحا أو رقيّا نافعا،وينتظر "المهدي" ليساعدنا على ذلك وهؤلاء هم المحافظون المتطرفون". 

"وإذا فإذا أردنا أن يكون لنا مثل أعلى عام فلنقضِ على هذين الرأيين على السواء، ولنجنح لرأي المعتدلين الذين لا يزهدون بكل غربي لأنه غربي، ولا يتمسكون بكل شرقي لأنه شرقي، بل يأخذون النافع شرقيا كان أو غربيا، وهذا هو الحزب الضعيف اليوم، إنه لا غنية لنا عن أوروبا نأخذ الحسن من عاداتها والصحيح من علومها، ولا بقاء لنا بالإنصراف عن ديننا الصحيح ولغتنا الشريفة، لأن هذه حياتنا، فإن ذهبت ذهبت حياتنا". 

"والمثل الأعلى للمستقبل هو التوفيق بين هذين الرأيين المتطرفين وإيجاد الرأي المعتدل من بينهما". انتهى كلامه رحمه الله. 

مارأيك أنت وماهي أكثر فئة تواجهها المغربون أم المشرقون أم المعتدلون ؟ 

المصادر/ كتاب البواكير لعلي الطنطاوي

تعليقات