أشجع فارس في جزيرة العرب


ربيعة بن مكدَّمِ الكناني، أحد فرسان مُضَر المعدودين، وشجْعانهم المشهورين وكان يُضرب المثل به في الشجاعة والإقدام. -

وكانت العربُ تقول: أَسْخَى من حاتم، وأَشجع من "رَبيعةَ بن مُكَدَّم"، كما اشتهر ربيعة بن مكدم بلقب آخر وهو " حامي الظعينة" أي حامي الهوادج والهودج هو أشبه بالصندوق الذي يوضع على ظهر الدابة، وتركب عليه النساء أثناء السفر، فكان من نبالة ربيعة أنه يحمي النساء على الهوادج ويوصلهن بأمان إلى وجهتهن. -

خرج الفتى ربيعة يوما من ديار قبيلته "كنانة" ومعه إمرأة من قومه على هودجها، حتى إذا وصل بطن أحد أودية بني كنانة، إذ أقبل عليه دريد بن الصمة ومعه نفر من الفرسان، فأمر دريد أحد أصحابه أن يذهب وأن يصيح بذلك الرجل الذي بالوادي أن أترك هودجك وانج بنفسك. ولم يعلموا أنه ربيعة بن مكدم. 

فجعل ذلك الفارس يصيح بربيعة وربيعة لا يلقي له بالا ولا يرعي له سمعا، فدنا الفارس من ربيعة فرماه ربيعة برمحه فقتله، وأخذ فرس الفارس وأهداه إلى ابنة قومه صاحبة الهودج وأمرها أن تذهب إلى قومها. 

فأرسل دريد فارسا آخر فرماه ربيعة بالرمح فألحقه بصاحبه الصريع وأنشد قائلا:

خَلِّ سَبِيلَ الْحُرَّةِ الْمَنِيعَهْ          إِنَّكَ لاَقٍ دُونَهَا رَبِيعَهْ
    فِي كَفِّهِ خَطِّيَّةٌ مُطِيعَهْ           أَوْ لاَ، فَخُذْهَا طَعْنَةً سَرِيعَهْ
فَالطَّعْنُ مِنِّي                         فِي الوَغَى شَرِيعَهْ 

ثم انتزع رمحه من جثة الفارس وقد كُسر نصله ولم يعد صالحا، فأقبل دريد بن الصمة إلى ربيعة، فوجد صاحبيه صريعين على قارعة الطريق، فدُهش مما رأى، فقال دريد: أيُّها الفارس، إنَّ مِثْلك لا يُقتَل، وإنَّ الخيل ثائرة بأصْحابها، ولا أرى معك رمحًا، وأراك حَديثَ السِّن، فدُونَك هذا الرُّمح، فإنِّي راجع إلى أصحابي، فمُثَبِّط عنك. 

فأتى دُرَيدٌ أصحابه، وقال: إنَّ فارس الظعينة قد حمَاها، وقتَل فوارِسَكم، وانتزع رُمْحِي، ولا طمَع لكم فيه، فانصرف القوم. ورجع ربيعة لدياره.
قُتل ربيعة وهو يحمي هودجا قبل بعثة النبي ﷺ، وأدرك دريد بن الصمة بعثة النبي ﷺ وحاربه أشد المحاربة حتى قُتل في غزوة حنين. 

ملاحظة: ربيعة كان أشجع العرب في زمانه في الجاهلية بشهادة أقرانه من الفرسان، ولا يعني أنه لا يوجد من هو أشجع منه فالشجعان كُثر. 

المصادر:كتاب مجمع الأمثال للميداني

لشراء كتاب مجمع الأمثال للميداني اضغط ( هنا )

تعليقات