فضل العرب المسلمين


قبل أن أبدأ هذا المقال سأنبه على أمرين: الأمر الأول: معيار التفاضل بين الناس هو "التقوى"وليس العرق أو النسب. فالأعجمي التقي خير وأفضل من العربي الأقل تقى. الأمر الثاني: هذا المقال يبين فضل العربي المسلم المتمسك بإسلامه، أما العربي الذي خالف الإسلام فلا يساوي عند الله جناح بعوضة. 

اصطفى الله "جنس" العرب على سائر الأجناس البشرية بأن اختار منهم أفضل وأزكى نبي. وأيده بصحابته الكرام الذين كان معظمهم من العرب فكانوا خير البشر بعد الأنبياء. ونصروا نبيهم بعد أن خذله الناس وصدقوه بعد أن كذبه الناس. 

كما جعل القرآن المعجزة الخالدة إلى قيام الساعة بلسان عربي مبين. والله فضل العرب "كجنس" وليس "كأفراد" فالخير إجمالا في جنس العرب أكثر من خير غيرهم من الأجناس. وليس معنى ذلك ألا يكون من العرب من هو فاسق وفاجر فهناك كثير من العرب من هو كذلك. وكذلك الأعاجم فإن منهم التقي النقي الطاهر. 

وشسع نعل بلال رضي الله عنه خير من رأس أبي جهل وأبي لهب العربيان. ولكن إذا اطلعنا بشكل عام على إسهامات العرب في الخير وفي نشر الإسلام سنجدها تتفوق على غيرهم من الأجناس. وهذا يتعلق بمعدن العرب وفطرتهم فإن معدنهم وغرائزهم أطوع للخير وأميل إلى محاسن الأخلاق من غيرهم. ولا شك أن أفضل العرب قبيلة قريش وجعل الله الخلافة لا تخرج منهم وذلك بنص عدة أحاديث صحيحة عن النبي ﷺ. 

الخلاصة/ جنس العرب أفضل من الأجناس الأخرى من ناحية معدنه وفطرته ولذلك اختصهم الله بحمل الرسالة ونشرها في مهد الإسلام، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم سيكونوا عند الله أكرم وأقرب. فرُب عبد أعجمي مسلم خير من عربي مسلم. ولكن ينبغي لنا كذلك ألا ننسى فضلهم. 

ملاحظة/ البربر والترك وغيرهم من المسلمين الأعاجم كان لهم مساهمات كبيرة لا تنكر في نشر الإسلام. فعماد الدين زنكي وصلاح الدين وغيرهم كلهم من عظماء الإسلام وهم أجل مكانة ومنزلة من كثير من العرب. 

ملاحظة مهمة/ نزول القرآن بلسان العرب وبعثة النبي ﷺ فيهم. ليس المقصد من هذا فخر العربي بأنه عربي بل ليعلم الأمانة الملقاة على عاتقه في تبليغ هذا القرآن فهو نزل بلسانه وعليه أن يتعلمه جيدا وأن يبلغه ويعلمه غيره.

المصادر/ مجموع فتاوى ابن باز، موقع الإسلام سؤال وجواب. 

تعليقات