الانتحار والبحث عن معنى للحياة



مقال يحتاج لتركيز وتأمل 

نشرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية مؤخرًا إحصائيات جديدة، عن ازدياد عدد الوفيات؛ بسبب الانتحار في الولايات المتحدة بمعدل ٢٥٪ منذ عام ١٩٩٩ للميلاد، عند مختلف الأعراق والأعمار. ناهيك عن معدلات الانتحار في كوريا الجنوبية وفي السويد وفي باقي الدول الأوربية. إذا أين الخلل وماهي الأسباب التي تجعل هؤلاء يقتلون أنفسهم بالرغم من أنهم يعيشون في دول غنية ومترفة؟ 

يرى معظم الناس أن السبب يكمن في عدم فعالية المراكز الصحية والعقاقير المضادة للاكتئاب. ولكن اتضح أن معظم هؤلاء المنتحرين قد أخذوا عقاقير فعالة وحصلوا على رعاية صحية ممتازة. إذا السر يكمن في انعدام المعنى للحياة والذي يُعتبر هو القاتل الرئيس للإنسان الحداثي في هذا العصر. 

نحن البشر نلعب لعبة البقاء مثل كل الكائنات. ولكن الله وهبنا قدرة على التفكير في الماضي والمستقبل. ونعلم أن كل شخص نحبه سيموت. إذا لا بد من الموت ولابد من المرض ولابد من المصائب والضغوطات فهذه هي الحياة لاتصفو لأحد. ولكن لماذا نموت ولماذا نمرض ؟ وماذا بعد الموت؟

هذه الأسئلة الوجودية تغلي في نفس الإنسان الحداثي الذي ينكر الدين أو يعتبره شيئا ثانويا. فيهرب من هذه الأسئلة بامتاع شهوته الحيوانية ويحاول أن يعاقر خمرته لينسى هذه الأسئلة. ولكن سرعان مايفيق من سكرته وإذا هو يصطدم بالمصائب والضغوطات مرة أخرى. وترجع له تلك الأسئلة المحيرة. 

فيدخل بذلك في دوامة لا تنتهي وفي نوبة اكتئاب فيتناول فيها العقاقير والأدوية أو يدمن على المخدرات. وفي النهاية ينتحر ليضع حدا لتلك الحياة التعيسة التي غمرها بلذات حيوانية وتجاهل لذات روحه الإيمانية. انظر لذلك العالم بتأمل وستدرك فعلا ما هي قيمة أن تكون مسلما يعلم الغاية من وجوده وحياته ويعلم إلى أين سيذهب بعد الموت. 

المصادر/ موقع أتارة. 

تعليقات