قصة كافور الإخشيدي



كان كافور عبدا حبشيا مخصيا دميم الخلقة ومع ذلك كله حكم مصر لأكثر من عقدين من الزمان وحمى الدول الإسلامية من التفكك والإنحلال. كان شجاعا نبيلا كريما جيد السيرة كما يقول عنه ابن كثير في ترجمته.


كان كافور الإخشيدي وصاحبه عبدين أسودين ... فجيء بهما إلى قطائع بن طولون أمير الديار المصرية وقتها ليباعا في أسواق العبيد، جلس كافور وصاحبه يتحدثان، وبدأ كل منهما يسأل الآخر عن أمنيته وطموحه.

-قال صاحبه: أتمنى أن أباع لطباخ . لآكل ما أشاء وأشبع بعد جوع. وقال كافور: أما أنا، فأتمنى أن أملك مصر كلها ، لأحكم وأنهى، وآمر فأطاع. وبعد أيام . بيع صاحبه لطباخ . وبيع كافور لأحد قادة مصر. وما هي إلا أشهر حتى رأى القائد المصري من كافور كفاءة وقوة، فقربه منه، ولما مات مولى كافور ، قام هو مقامه.  واشتهر بذكائه وكمال فطنته حتى صار رأس القواد. وما زال يجد ويجتهد حتى ملك مصر والشام والحرمين. 

وبعد مرور السنين. مر كافور يوماً بصاحبه . فرآه عند الطباخ .. يعمل في جد وقد بدا بحالة سيئة . التفت كافور إلى أتباعه وقال: " لقد قعدت بهذا همته فكان ما ترون .وطارت بي همتي فصرت كما ترون .ولو جمعتني وإياه همة واحدة . لجمعنا مصير واحد ". 

فائدة/ ليس شرطا أن تكون حسيبا نسيبا جميلا لكي تفعل الأمور العظيمة فالتاريخ شاهد على أقوام لم يكن لهم نصيب من تلك المميزات ومع ذلك بنوا مجدا لهم من الصفر. 

إن كثير من المسلمين همهم في حياتهم: غذاء، مال، زواج. وكل طموحاتهم تدور حول هذه الأمور. وليس لهم أي طموح في إحداث أثر كبير في مجتمعهم ومحيطهم وحياتهم. 

ومع ذلك فإن هناك أشخاص لهم طموحات للتأثير في مجتمعهم. فألفوا كتبا مفيدة، وبنوا قنوات وبرامج إعلامية هادفة وبنوا مدارس فكرية رائدة، وشيدوا مشاريع دعوية و تنموية ضخمة. ولم تتوقف أنفاسهم بموتهم إلا وتنفست أعمالهم التي بنوها ليستمر تأثيرهم بعد موتهم. وانطبق فيهم قول الشاعر بحق: 

ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣاﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ                  ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕُ 



المصادر/ كتاب البداية والنهاية، موقع قصة الإسلام. موقع شبكة الألوكة. 


#حكم#أقوال#فوائد#كتب#ادب#لغة_عربية#عرب#فلسطين#اسلام#بغداد#الاندلس#ثقافة#معلومات#الصين#ثقافة #ثقافة_عامة #علم #فوائد #فائدة #نهضة #همه #السعودية #الامارات#عمان #الكويت #بغداد

تعليقات