حادثة بئر معونة


حادثة بئر معونة ومن لا يعرفها ؟
في السنة الرابعة للهجرة المحمدية. خرج رجل من بني عامر يدعى عامر بن مالك ويلقبونه ب"ملاعب الأسنة"-ملاعب الرماح- فقدم إلى النبي ﷺ بالمدينة. فدعاه النبي ﷺ إلى الإسلام فأبى ولكنه قال: يا محمد، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك، فإني أرجو أن يستجيبوا لك. 

فقال النبي ﷺ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ». فقال عامر: أنا جارٌ لهم. فبعث النبي ﷺ المنذر بن عمرو ومعه ٧٠ من خيرة الصحابة. وكانوا يُلقبون بالقراء لكثرة قرائتهم ومدارستهم للقرآن. 

فعسكر هؤلاء النفر من الصحابة عند بئر معونة-اسحب لترى الموقع- بين موطن بني عامر وبين حرة بني سليم. وأرسلوا الصحابي "حرام بن ملحان" إلى عامر بن الطفيل ابن أخ عامر بن مالك. 

أوصى ابن الطفيل حراسه أن يقتلوا الصحابي فور وصوله. وما إن وصل ابن ملحان إلى ابن الطفيل حتى طُعن بالحربة من الخلف من ظهره وخرجت من بطنه. فأخذ ابن ملحان الدم من جسمه ومسح به وجهه وقال "فزت ورب الكعبة" ومات رضي الله عنه. 

وأرسل ابن الطفيل إلى بني عامر يحثهم على قتل بقية النفر من الصحابة. فأبوا لجوار عامر بن مالك لهم. فأرسل إلى بني رعل وذكوان وعصية ولحيان من بني سليم فجاءوا وقتلوا جميع أولئك النفر من الصحابة إلا قليل منهم في بئر معونة. 

فحزن لذلك النبي ﷺ ومكث شهرا يدعو على بني رِعل وذكوان و عصية ولحيان. وبعد شهر أنزل { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } [آل عمران: 128]. فترك النبي ﷺ الدعاء عليهم. 

العجيب في الأمر أن جبار ابن سلمى "قاتل"الصحابي حرام بن ملحان أسلم وحسن إسلامه بعد ذلك بمقولة الصحابي قبل موته "فزت ورب الكعبة"وحسن إسلامه. 

المصادر/ كتاب البداية والنهاية+ كتاب التاريخ الإسلامي للحميدي+صحيح مسلم.


لشراء كتاب البداية والنهاية اضغط ( هنا )
لشراء كتاب صحيح مسلم اضغط ( هنا )

تعليقات