السلطان محمود بن سبكتكين


هو السلطان الذي وَطِئَتْ خيله أماكن لم تَطَأْها خيل المسلمين من قبل، ورَفَعَ رايات الإسلام في بلاد لم يدخلها الإسلام من قبل. هو يمين الدولة وأمين الملَّة، ناصر الحقِّ ونظام الدين، وكهف الدولة، أبو القاسم محمود بن سبكتكين، محطم الصنم الأكبر، وقاهر الهند. 

وُلِدَ محمود بن سبكتكين في محرم سنة (360هـ= 971م) في مدينة غزنة -وهي تقع الآن في أفغانستان- وأبوه مؤسِّس الدولة الغزنوية، فنشأ وتربَّى تربية القادة الأبطال، واشترك منذ حداثته في محاربة أعداء الإسلام من الهنود والبويهيين، وكان له أثر كبير في معركة نيسابور التي انتصر فيها والده سُبُكْتِكِين على البويهيين، وذلك كله وهو في مقتبل الشباب. 

عندما تقلد أمور الحكم وهو بعمر ٢٥ سنة تقريبا. سار في الناس بالعدل والحزم وقضى على الثورات والمذاهب المنحرفة. وأسقط الدولة السامانية وأدخل بلاد الغور في الإسلام. كما أعلن خضوع دولته للدولة العباسية ودعي للخليفة العباسي القادر بالله على المنابر في دولته. 

كما قام بالعديد من الفتوحات في الهند. ومن أبرزها تحطيمه للصنم الأكبر "سومنات" في الهند. وفي المقال التالي قصة تحطيمه. 


كان السلطان محمود الغزنوي كلَّما هدم صنمًا، قالت الهنود: «إن هذه الأصنام والبلاد قد سخط عليها الإله سومنات؛ ولو أنه راضٍ عنها لأهلك مَنْ قصدها بسوء» 

فسأل السلطان محمود عن سومنات هذا؟ فقيل له: «إنه أعظم أصنام الهنود». ‏وكان الهنود يحجُّون إلى هذا الصنم ليلة خسوف القمر؛ فتجتمع إليه عوالم لا تُحصى، ‏وكان الهنود يزعمون أن الأرواح بعد الموت تجتمع إليه، فيبثّها فيمَنْ يشاءُ بِنَاءً على التناسخ, وكان المدُّ والجزر عندهم هو عبادة البحر لسومنات. 

وكانوا يقذفون إليه كلَّ نفيسٍ، وكانت ذخائرهم كلها عنده‏، وكانت له أوقاف تزيد على عشرة آلاف ضيعة، وكان يقوم عند الصنم ألف رجل في كلِّ يوم للعبادة، وثلاثمائة لحلق رءوس الزوَّار ولحاهم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يُغَنُّون ويرقصون، فعزم السلطان محمود على هدم هذا الصنم، وقاد جيوشه بنفسه إلى أن وصل إلى سومنات. 

عرض الهنود على السلطان محمود بن سبكتكين أموالًا جزيلة ليترك لهم هذا الصنم الأعظم، فأشار مَنْ أشار من الأمراء على السلطان محمود بأخذ الأموال وإبقاء هذا الصنم لهم؛ للمجهود الضخم والأموال الطائلة التي أُنفقت على تلك الحملة الجهادية، فقال: «حتى أستخير الله –عز وجل». 

فلمَّا أصبح قال: «إني فكَّرْتُ في الأمر الذي ذُكِرَ فرأيتُ أنه إذا نُوديتُ يوم القيامة: أين محمود الذي كسر الصنم؟ أَحَبُّ إليَّ من أن يُقال: الذي ترك الصنم لأجل مال يناله من الدنيا». 

وفي ذي القعدة 416هـ= يناير 1026م انتصر المسلمون على الهنود بعد مقاومة عنيفة, من الهنود. ودخل محمود المعبد وحطَّم الصنم الأكبر، فوجد عليه وفيه من الجواهر والذهب والجواهر النفيسة ما يزيد على ما أنفقه في الحملة بأضعاف مضاعفة, وكانت عنده خزانة فيها عدد كثير من الأصنام ذهبًا وفضة عليها ستور معلقة بالجوهر منسوجة بالذهب تزيد قيمتها على عشرين ألف ألف دينار‏ (أي عشرين مليونًا). 
وتوفي السلطان محمود عام ٤٢١هـ في غزنة بعد حكم ومسيرة حافلة بالفتوح والنصر امتدت إلى ٣٥ سنة. 

هل سمعت بهذا السلطان من قبل؟
المصادر/ كتاب التاريخ الإسلامي لإبراهيم الراضي+ كتاب البداية والنهاية+ الكامل في التاريخ+ موقع قصة الإسلام. 

تعليقات