زيد بن عمرو بن نفيل


قصتنا تدور أحداثها قبل بعثة النبي ﷺ في أيام الجاهلية، حيث عكفت قريش على عبادة الأصنام، إلا بضعة قليلة من الرجال، وكان من بين هؤلاء القِلّة زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 

كان زيد بن عمرو قد ترك عبادة الأوثان وترك اليهودية والنصرانية واتبع ملة إبراهيم، فكان حنيفا مسلما ولم يكُ من المشركين، وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده. وأما ماذبح على الأصنام فكان لا يقربه. 

تقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعنه: "لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته". 

وكان يصلي إلى الكعبة، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، وكان يحيي الموؤدة، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، ادفعها إلي أكفلها، فإذا ترعرعت فإن شئت فخذها وإن شئت فادفعها. 

خرج زيد من مكة إلى الشام والعراق باحثا عن دين إبراهيم عند أهل الكتاب، فسأل أعلم رجل من النصارى عن دين إبراهيم فأخبره بخروج نبي من مكة وقد حان زمان خروجه. 

فرجع زيد مسرعا قاصدا مكة، وبينما هو في طريقه، أغار عليه جماعة من بني لخم فقتلوه. 
سُئل النبي ﷺ عن زيد بن عمرو فقال ﷺ: دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين. رواه ابن عساكر وحسنه الألباني. 

المصادر:  كتاب البداية والنهاية 

لشراء كتاب البداية والنهاية اضغط ( هنا )


تعليقات