قازان حفيد هولاكو
هو قازان بن أرغون بن هولاكو بن تولي بن جنكيز خان، اعتنق الإسلام سنة 694هـ على يد الأمير توزون رحمه الله، سمى قازان نفسه "محمود" وأسلم معه حوالي سبعون ألفًا من التتار! وكان يوم إسلامه مشهودًا، وظهرت شعائر الإسلام في التتار، وخرب قازان الكنائس في بلده، وضرب الجزية على النصارى، ورد المظالم إلى أهلها.
لكن قازان لم يغمد سيفه المسلط على المسلمين، فغزا الشام، والتقى مع جيش السلطان المملوكي الناصر محمد عند وادي الخزندار وهزمه شر هزيمة عام699هـ وقُتل من جيش الناصر كثير من الفقهاء والأمراء والمتطوعين، وهرب الناصر، وضم قازان ضواحي دمشق إلى دولته "الدولة الإلخانية" وأعمل القتل في الأسرى وجعلهم خدما لجيشه، ودعي في منابر ضواحي دمشق لقازان. فيما ظلت دمشق مدينة ممتنعة للماليك.
في تلك الأثناء جمع ابن تيمية عددا من الأعيان، وذهبوا للقاء قازان ووعظه لعله يرجع عن تدميره لبلاد المسلمين، وبالفعل فقد دخل ابن تيمية على قازان ووعظه وزجره عما فعله. ولكن قازان لم يرجع عن قراره بالغزو.
فاستقر في الشام لفترة ثم عاد قازان أدراجه إلى دولته، ووضع على الشام نوابه وولاته، وفتحوا الخمارات ودور البغاء وغير ذلك من دور الفساد.
ثم كان من الأمر ما أسلفنا، حيث ذهب الناصر المملوكي وعساكره، إلى دمشق ثم إلى شقحب وانتصرو على التتار عام 702هـ، وفر قائد التتار "قطلوشاه" إلى قازان.
المصادر: البداية والنهاية، كتاب أطلس تاريخ العصر المملوكي.
تعليقات