أبو الأسود العنسي


كان رجلا من قببيلة مذحج واسمه عبهلة بن كعب العنسي، من قبيلة عنس، ويكنى بذي الخمار؛ لأنه كان دائما معتمًا متخمرًا بخمار رقيق ويلقيه على وجهه، ويهمهم فيه, ويعرف بالأسود العنسي لاسوداد في وجهه.  وتكمن قوة الأسود العنسي في ضخامة جسمه وقوته وشجاعته، واستخدم الكهانة والسحر والخطابة البليغة، فقد كان كاهنًا مشعوذًا يُرِي قومه الأعاجيب، ويسبي قلوب من سمع منطقه، واستخدم الأموال للتأثير على الناس. 

وكان الأسود العنسي يقيم في جنوب اليمن في كهف خُبَّانَ من بلاد مذحج، يري الناس الأعاجيب بفنون من الحيل، ويستهوي الناس بعباراته، فتنبأ ولقب نفسه "رحمن اليمن"، و وأنه كان يدعي النبوة ولا ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يزعم أن ملكين يأتيانه بالوحي وهما: سحيق وشقيق أو شريق. 

تنبأ الأسود العنسي عام (10هـ/ 631م)، وحظيت حركة الأسود العنسي بتأييد واسع، وبخاصة أنها اتجهت اتجاهًا قوميًا بتصديها للنفوذ الفارسي، لأنه من عنس وهي بطن من بطون قبيلة مذحج، وقد راسله بنو الحارث بن كعب من أهل نجران وهم يومئذ مسلمون، فطلبوا منه أن يأتيهم في بلادهم، فجاءهم فاتبعوه لكونهم لم يسلموا رغبة، وتبعه أناس من زبيد وأود ومَسْليَة وحكم بني سعد العشيرة، ثم أقام بنجران بعض الوقت". 

قويت شوكة الأسود واستطاع قتل شهر بن باذان وتزوج آزاد -زوجة شهر قهرا- وسيطر على أجزاء واسعة من اليمن، فتصدى له مسلمي اليمن، وعارضوه، وبعث لهم النبي ﷺ يحثهم على قتال الأسود ومحاربته. 

ماذا فعل مسلمي اليمن وبالأخص البطل فيروز الديلمي وابنة عمه آزاد ومادورهم في القضاء على الأسود العنسي؟ هذا هو موضوعنا في المقال القادم بإذن الله. 

المصادر: كتاب البداية والنهاية، تاريخ الطبري، موقع قصة الإسلام 

لشراء كتاب البداية والنهاية وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )

تعليقات