فاطمة ومريم الفهريتان


كما أن تاريخنا يزخر بأعلام الرجال العظام، فأنه يزخر أيضا بأعلام النساء العظيمات، ولدينا اليوم نموذجا فريدا من أعلام النساء. وهي فاطمة الفهرية.

هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهري القرشي، من أعلام التابعيات الجليلات.

تربت فاطمة في القيروان مع أختها مريم، ثم هاجرت مع أبيها إلى مدينة فاس، وقد اعتنى والدها بتربيتها ورعايتها، حيث لم يكن لديه من الذرية سوى فاطمة ومريم. فأكب عليهما بالرعاية والتربية الحسنة.

وكان والدها محمد صاحب مال وفير وثروة طائلة، فلما توفي ورثت فاطمة ومريم ثروة أبيهما.

عمدت فاطمة لإعادة بناء مسجد القرويين، وضاعفت من حجمه بشرائها الحقل الذي يحيط بالمسجد وضمتهما للمسجد، وحرصت على أن يكون بناء المسجد في أبها حلة وعلى درجة عالية من الإتقان، فاستخدمت الرمل الأصفر والأحجار والجص، وبنيت فيه الآبار وحفرت فيه القنوات المائية، ونذرت الصيام من أول يوم جرى فيه العمل على بناء المسجد إلى آخر يوم من بنائه. وأنفقت فاطمة جل ثروتها على هذا المسجد.

وتم الإنتهاء من المسجد الذي كان تحفة معمارية بحق في أول رمضان سنة ٢٤٥هـ، وأصبح هذا الجامع منارة للعلم والعلماء لتصبح فاطمة بذلك أول من بنى جامعة عربية إسلامية. وتوفيت فاطمة رحمها الله في سنة ٢٦٥ هـ.

كما لا ننسى مريم أخت فاطمة، فقد بنت من جامعا عُرف بجامع الأندلس، وكان يضاهي جامع القرويين في عمارته وفي مكانته العلمية بين المسلمين.

ملاحظة: صورة المقال هي صورة جامع القرويين الذي بنته فاطمة الفهرية

المصادر: كتاب التفوق العلمي في الإسلام.


لشراء كتاب التفوق العلمي في الإسلام وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )

تعليقات