معركة حطين

 

بعد ١٢ سنة من الجهاد والحملات العسكرية لتوحيد بلاد المسلمين،استطاع صلاح الدين توحيد مصر، الشام، وغيرها من الدول الإسلامية،وتفرغ لمحاربة الصليبيين.قام صلاح الدين بزيادة التحصينات العسكرية في مصر والشام، وزاد من تسليح وتطوير مؤسسات الجيش، كما تعلم من خلال هزيمته فيأكثر من معركة مع الصليبيين، كمعركة الرملة وغيرها من المعارك، وساعدته الهزيمة على معرفة نقاط الخلل والضعف في جيشه ونقاط القوةفي جيش الصليبيين.

عقد صلاح الدين معاهدات السلام مع جميع الأطراف التي يمكن أن تمد الصليبيين بالسلاح والعتاد، وبدأ جهاده مع الصليبين وسيطر علىالعديد من الحصون. مما جعل الصلييبون يتوحدون لمواجهته. فتجمعت ممالك الصليبيين وأفضل قادتها وفرسانها لملاقاة صلاح الدين،جهز صلاح الدين جيشه واستولى على بحيرة طبريا،  وحرق الأشجار المحيطة، وتلاقى الجيشان يوم السبت عام ٥٨٣هـ، عند تلال حطين،ودارت رحى الحرب بين الطرفين وأنهك الصليبييون وعطشوا عطشا شديدا.


وكتب النصر للمسلمين ولصلاح الدين، وأبيد معظم جيش الصليبيين، وقد كانت نتائج هذه المعركة كارثية على الصليبيين حيث قتل فيها أفضلفرسانهم و أسر الملوك والقادة وما بقي من الفرسان وجيء بهم لصلاح الدين.فأحسن صلاح الدين استقبالهم وأعطى لملك مملكة بيت المقدس الماء المثلج ومن معه القادة ما عدا أرناط صاحب حصن الكرك وذلك لما قام بهمن خيانة وسفك لدماء المسلمين.


فشرب ملك بيت المقدس الماء وأعطى ما تبقى لأرناط، فغضب صلاح الدين لذلك وقال: "إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فينال أماني"،فذهب له صلاح الدين وكلمه وذكّره بجرائمه وقرّعه بذنوبه وعرض عليه أن يسلم فرفض أرناط فقام إليه فضرب عنقه، وقال: "كنت نذرت مرتينأن أقتله إن ظفرت به: إحداهما لما أراد المسير إلى مكة والمدينة، والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا".فكان أن برّ صلاح الدينبيمينه وضرب عنق أرناط.


دخل صلاح الدين القدس مظفرا منتصرا بعد ما يقرب من ١٠٠ سنة من الاحتلال الصليبي وبعد ما أذاقوا المسلمين أصناف العذاب والقتل،فأمر بتنظيف القدس من نجاسات النصارى، حيث كانوا يلقون فيه قذاراتهم، وعرض على النصارى البقاء تحت حكم المسلمين مع دفعالجزيةأو المغادرة مع دفع كل شخص فدية مقدارها، ١٠ دنانير ذهبية للرجل، ٥ دنانير للمرأة، ودينار للطفل. فقام أغنياء النصارى وقساوستهم بدفعالفدية، وولوا هاربين بما معهم من أموال النصارى، وتركوا الفقراء العاجزين يواجهون مصيرهم، فعفا صلاح الدين عن الفقراء وسمح لهم بالرحيل دون مقابل.


من فضلك إذا أتممت القراءة اكتب تعليقا مفيدا
المصادر/ كتاب فتح فلسطين، ولشرائه اضغط هنا
كتاب قصة الحروب الصليبية، كتاب صلاح الدين الأيوبي للصلابي.

تعليقات