الفايكنج وحوش البحار





كانوا إذا ركبوا البحر خلت سواحل البحر مخافة من وحشيتهم عبروا البحار وتخطوا المحيطات وكانوا أصحاب قوة وبأس شديد . كانوا مجموعة من سكان الدول الاسكندنافية (( السويد ، النرويج ، الدنمارك )) ويرجع أصلهم إلى أصل جرماني سمتهم المصادر الانجليزية الفايكينج أو النوريمين وسماهم المؤرخون المسلمون المجوس.


كانوا لا يخرجون إلا على رأس ستة أعوام أو سبعة، وكانوا أقل ما يخرجون في أربعين مركبا، وربما بلغوا المائة مركب، ويغلبون كل من لقوه في البحر ويسبونهم ويأسرونهم.



في سنة (٢٢٩هـ،٨٤٣م) وردت أنباء عاجلة من وهب الله بن حزم والي لشبونة (عاصمة البرتغال حاليا) إلى الخليفة عبدالرحمن الأوسط وإلى ولاة المدن الاندلسية يذكر فيها أنه حلَّ بالساحل ٥٤ مركبا للمجوس الفايكينج وتمكن والي لشبونة من صدهم ومنعهم من الدخول لمدينته.


ذهب جيش الفايكنج إلى مصب نهر الوادي الكبير في إشبيلية واستطاعوا السيطرة عليها فهدموا المساجد وقتلوا خلقا كثيرا ولما وصلت الأنباء إلى الخليفة عبدالرحمن الأوسط أرسل لهم جيشا بقيادة يحيى الجياني ويحيى بن حبيب . وبينما الفايكنج منشغلون إذا بجيش المسلمين ينزل عليهم كالصاعقة فقتل المسلمون كثيرا من جيش الفايكنج وحطموا ٣٥ مركبا من مراكبهم الأربع والخمسين واستمرت المعارك بينهم لمدة ١٠٠ يوم منذ دخولهم لشبونة وحتى فرارهم من الأندلس.



من كتاب الأندلس التاريخ المصور

تعليقات