قصة الأخوان بربروسا





بعد أن سلم عبدالله الصغير غرناطة عام ٨٩٧هـ وهي آخر دولة للمسلمين في الأندلس. سقطت بذلك كل الأندلس في قبضة الصليبين الاسبانيين والبرتغاليين. وعاثوا في الأرض فسادا ونكلوا بالمسلمين وبنوا محاكم التفتيش وابتكروا فيها وسائل العذاب المختلفة والتي كتبنا عنها في مقال بعنوان (محاكم التفتيش). 


هاجر كثير من مسلمي الأندلس بسبب إرهاب الكنيسة. وكان من بينهم أمرأة أندلسية هاجرت بعد أن تم تعذيب وقتل أخوانها. وتزوجت تلك الإمرأة من رجل ألباني وأنجبت أطفالا. وبعد أن كبر الأطفال أخذت الأم تحكي لهم قصتها في الأندلس وكيف تم قتل الآف المسلمين هناك. وحكت لهم قصة تعذيب ومقتل أخوالهم. وأخذت تربي في نفوس أطفالها روح العزة والجهاد. 



كبر الأطفال وأصبحوا بحارة أشداء يقودهم أخوهم عروج وأخوهم خضر بن يعقوب ولُقب بخير الدين. وسمي هذين القائدين في أوربا بالأخوان باربروسا .وكلمة باربروسا في أوربا تعني اللحية الحمراء حيث كان الأخوان لديهم لحى حمراء. 
تقابل السلطان العثماني (سليم الأول) مع القائد البحري عروج .وأسدى له مهمة إنقاذ مسلمي الأندلس من الصليبيين عن طريق أسطول من السفن العثمانية .والتي يقودها الأخوان بربروسا عروج وخير الدين. 


دارت معارك ضخمة بين سفن الأخوان بربروسا وبين السفن الصليبية .انتهت بخسائر بين الطرفين وباستشهاد عروج حيث استطاع الصليبين النيل منه وتم التمثيل بجثته وتقطيعها وقُطع رأسه ودقت أجراس الكنائس احتفالا بمقتله. 
أكمل القائد خير الدين مسيرة أخيه واستطاع أن ينتصر على الصليبين وأن يهزمهم في أكثر من معركة. ولعل من أهم هذه المعارك هي معركة بروزة البحرية وهي أكبر معركة بحرية في تاريخ الإسلام وكان النصر حليفا للمسلمين. 


كان عدد السفن الصليبية في معركة بروزة يقدر ب ٦٠٠ سفينة محملة ٦٠ ألف جندي. أما السفن العثمانية فكانت تقدر ب ١٢٢ سفينة و٢٠ ألف جندي. وكُتب النصر للقائد خير الدين في معركة بروزة عام ٩٤٥هـ . وأنقذ أكثر من ٧٠ ألف مسلم.وطويت صفحة من صفحات النور في التاريخ الإسلامي. 



من كتاب العظماء المائة

لشراء كتاب  كتاب العظماء المائة وسوف يصل إلى باب بيتك إضغط على الرابط 



تعليقات