فرسان المعبد




عندما يتناول معظم المؤرخين تاريخ الماسونية يرجعون بدايتها إلى القرن الثامن عشر، حيث تأسست في إنجلترا بشكل رسمي، ولكن جذورها تمتد إلى الحروب الصليبية، أي إلى القرن الثاني عشر حيث تشكلت منظمة غامضة تحت اسم (فرسان المعبد).


بعد أن استولت الحملات الصليبية على فلسطين وقتلوا المسلمين في المساجد وفي الطرقات عام عام ١٠٩٩م ولكم أن ترجعوا إلى مقالنا بعنوان (عندما دخل الصليبين القدس )وأصبحت فلسطين إمارة صليبية تم تدريب فرقة من الرهبان الفقراء على الحرب والقتال لكي يكونوا سيفا في وجه المسلمين وتأسس من رحم هذه الفرقة فرسان المعبد عام ١١١٨م أو كما يطلق عليهم أيضا ( جنود عيسى ومعبد سليمان الفقراء).


بدأت هذه المنظمة بتسعة أعضاء، ثم اتسعت. والسبب الذي من أجله ارتبط اسم هذه المنظمة بمعبد سليمان أنهم اتخذوا التل الموجود بجوار آثار معبد سليمان في القدس مقرًّا لهم. وسرعان ما كسب هؤلاء الجنود الفقراء ثروة كبيرة جرَّاء قيامهم بحراسة الحجاج المسيحيين الوافدين إلى فلسطين وأخذهم مبالغ كبيرة منهم.انقلب الجنود الفقراء إلى أغنياء، وبدأت هذه المنظمة بأعمال الإقراض بالربا حتى إنهم يعدون من أوائل من أسسوا نوعًا من المصارف الربوية القائمة مع إعطاء الصكوك. 


ولكن يجب أن نشير إلى أن فرسان المعبد هؤلاء كانوا من أقسى الناس على المسلمين، واشتركوا في أفظع المذابح والحروب ضدهم؛ لذا عندما هزم البطل صلاح الدين الأيوبي الصليبيين في معركة حطين عام 1187م، واستعاد مدينة القدس من أيديهم، صفح عن معظم المسيحيين، ولم يصفح عن فرسان المعبد بل أعدمهم .


فرَّ عدد من رؤسائهم إلى فرنسا ومكثوا فيها لمدة .ثم أمر الملك فيليب والبابا كلمنت الخامس باعتقالهم بسبب زيادة نفوذهم وقُبض على معظم رؤسائهم وأعدم قائدهم الأكبر جاكوس مولاي وفر قلة قليلة منهم إلى إيرلندا التي لم تكن تحت نفوذ البابا.


يتبع في المقال التالي علاقة الماسونية بفرسان المعبد
من كتاب قصة الحروب الصليبية ومن مقال في موقع قصة الإسلام

تعليقات