قصة عبدالله بن جدعان



كان عبدالله بن جدعان القرشي سفاكا للدماء وفقيرا معدما كرهه قومه وتبرؤوا منه .بل وحتى أباه لم يرغب أن يكون ابنه عبدالله على قيد الحياة لما سببه من الخزي والعار على قومه . ضاقت الدنيا بعبدالله فأراد أن ينتحر ويستريح من حياته البائسة . وبينما هو يمشي في شعاب مكة رأى جبلا قريبا فذهب إليه لعله ينتحر منه أو يجد شيئا يقتله في مغارة الجبل. 


دخل عبدالله مغارة الجبل فإذا بثعبان ضخم يسقط عليه عند فوّهة المغارة فينظر فإذا هو تمثال ثعبان من ذهب محلى بياقوتتين في عينيه . اندهش مما رأى وأكمل مسيره في المغارة فوجد قبور ضخمة لملوك قبيلة جرهم . ووجد عند كل قبر لوحة من ذهب منقوش عليها تاريخ كل ملك ومدة حكمه بالإضافة إلى أكوام من الآلئ والذهب والفضة . 


أخذ عبدالله حاجته من الذهب ثم ذهب لقومه فأعطى الفقراء والمساكين وأكرم الشعراء فأحبه قومه وكان كلما احتاج للمال ذهب للمغارة وأخذ حاجته من الذهب ثم يرجع لقومه . 



وضع عبدالله القدور العظام المليئة بالطعام على طريق المسافرين وجعل عبيده يخدمون الفقراء والمساكين . كانت لديه عادة في كل سنة يقام فيها سوق عكاظ حيث يأتي إليه فإذا وجد فقيرا أعطاه مالا ودابة وطعاما . وكان يقيم المآدب في هذا السوق حتى إن النبي أكل من تلك المآدب قبل بعثته. 

توفي عبدالله قبل بعثة النبي ﷺ .لكن عبدالله كان مثل حاتم الطائي لم يرد بعمله الطيب وجه الله وشكره على ما أنعم عليه من المال الوفير . بل أراد بها أن يعرف الناس عِظم كرمه وأن يذكروه به كما ورد من عدة أحاديث صحيحة عن النبي ﷺ . 




من كتاب البداية والنهاية

لشراء سلسلة مجلدات كتاب البداية والنهاية بأرخص سعر.وسوف يصل إلى باب منزلك إضغط على الرابط 

https://jamalon.cake.aclz.net/?a=4184&c=32241&p=r&s1=

تعليقات