قصة أذكى جاسوس عربي الجزء الثاني





هذا المقال الجزء الثاني من سيرة رأفت الهجان 

شخصية "رفعت" لم تكن شخصية مسؤولة، كان طالبا مستهترا لا يهتم كثيرا بدراسته، وبرغم محاولات أخيه سامي أن يخلق من رفعت رجلا منضبطا ومستقيما إلا أن رفعت كان على النقيض من أخيه سامي فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما بل انه استطاع ان يقنع الممثل الكبير بشارة واكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة أفلام، تعلّم الإنجليزية بجدارة، ليس هذا فقط بل أيضا تعلم أن يتكلم الإنجليزية باللكنة البريطانية. ومثلما تعلم "رفعت" الإنجليزية بلكنة بريطانية تعلم الفرنسية بلكنة أهل باريس.


عمل في شركة بترول أجنبية ثم طُرد منها بتهمة الاختلاس ثم عمل مساعد حسابات في سفينة شحن وصار يتنقل من مدينة إلى مدينة وكان رفعت يذهب إلى كثير من الدول دون تأشيرة تمكنه من الدخول ولكن عندما وصل إلى ألمانيا اتهمه القنصل المصري هناك ببيع جواز سفره المصري وألقي القبض عليه في ألمانيا ورحل إلى مصر دون جواز سفر ودون وظيفة وفي مصر وجد عرضا لوظيفة في شركة قناة السويس ولكن كانت تتطلب جواز سفر وأوراق ثبوتية والهوية الوطنية وهنا بدأ رفعت باقتحام العالم السفلي وتعرف على مزور بارع وقام المزور بمنحه جواز سفر مزور باسم علي مصطفى ثم بعد مدة حصلت مشاكل في الشركة فأحس رفعت بالخطر فترك العمل في شركة قناة السويس ثم أعطاه صاحبه المزور جواز سفر جديد لصحفي سويسري يدعى تشارلز دينون وهكذا أصبح حاله من مدينة إلى مدينة ومن اسم لاسم آخر ومن جواز سفر مزور إلى جواز آخر مزور .



لكن لم يدم ذلك طويلا حيث قبض عليه في بريطانيا للاشتباه فيه بأنه يهودي ثم سلم للمخابرات المصرية وأودع في السجن ويقول في مذكراته (( تعرفت على كثيرين من اليهود في استديوهات السينما وتمثلت سلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن أصبح ممثلا )) خيُّر رفعت بين أن يمكث في السجن أو أن يصبح جاسوس لدى المخابرات المصرية وأن يعطوه اسما جديدا وهوية جديدة وديانة جديدة فقبل ذلك وبدأت رحلة رفعت للجاسوسية .


تعليقات