قصة الجاسوس العجوز



مما يذكر من قصص ذكاء الحاجب المنصور وفطنته،  أنه في إحدى غزواته استقر بمدينة سالم قرب حدود الدول النصرانية. وفي الليل هطلت الأمطار وحل البرد الشديد. في تلك الأثناء أمر الحاجب أحد فرسانه أن يذهب إلى مضيق صغير بين مدينة سالم وبين الدول النصرانية. وأمره أن يحضر أي شخص يمر من هذا المضيق. 

فتعجب الفارس من هذا الأمر، إذ لا يمكن أن يخرج أحد في هذا المطر الغزير والبرد الشديد. ولكنه امتثل لأمر الحاجب وذهب لذلك المضيق وأخذ يراقبه. وفجأة يأتي عجوز من أهل الذمة معه حماره وآلة الحطب من فأس وحبل ونحوه. فمر من هذا المضيق فاستوقفه الفارس قائلا له: إلى أين أيها العجوز في مثل هذا الوقت؟ وماذا تفعل؟ 

فقال العجوز: أريد حطبا لأهلي ليستدفئوا. لكن الفارس تذكر أمر الحاجب فقال للعجوز: لابد أن تأتي معي إلى الأمير. فأخذه وأتى به للحاجب. وبعد تفتيشه وتفتيش دابته وأمتعته، وجدوا رسالة كتبها جماعة من النصارى من أهل الذمة في مدينة سالم يخبرون به الدول النصرانية على مناطق الضعف في جيش المسلمين وأنهم سيساعدونهم في الهجوم على المسلمين. وحددوا نقطة التقابل في منطقة معينة مع الجيش النصراني. وكان العجوز في طريقه لإيصال تلك الرسالة. 


وفي صباح اليوم التالي جمع الحاجب هؤلاء النصارى الخونة وأمر بضرب أعناقهم مع ذلك العجوز الكذاب. 


المصادر/ كتاب الأندلس التاريخ المصور


#حكم#أقوال#فوائد#كتب#ادب#لغة_عربية#عرب#فلسطين#اسلام#بغداد#الاندلس#ثقافة#معلومات

تعليقات