مذهب وحدة الوجود


وحدة الوجود: مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة هما حقيقة واحدة وشيء واحد. أي أن السموات والأرض والنجوم والأفلاك والجبال وغيرها هي الله.{تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا}. 


وكما نقول دائما أن كل الفرق المنحرفة عن الإسلام كانت قد أخذت شيئا من الديانات والفلسفات الأخرى واعتقدت به في مذهبها. فنجد مثلا أن المعترلة أخذوا بمذهب العقلانية [له مقال سابق] في أخذهم للنصوص الشرعية فانحرفوا عن الطريق الصحيح. 

ونجد أن أفكار وحدة الوجود الفلسفية في موجودة عند فئة من اليهود والنصارى كما أنها موجودة ومنتشرة في أفكار ومعتقدات وأذكار بعض الطرق الصوفية. وهم أيضا انحرفوا عن سنة النبي ﷺ وأصحابه. وفيما يلي سنعرض جذور هذه العقيدة ومؤسسها. 

جذور هذه العقيدة ترجع إلى فلاسفة اليونان وكذلك ترجع إلى الهندوسية الهندية. أسس عقيدة وحدة الوجود في المذهب الصوفي الفيلسوف الصوفي ابن عربي ٥٦٠- ٦٣٨، والذي تأثر وتشرب بالفلسفات اليونانية والأفلاطونية. 

كما ساعده على التأسيس ونشر أفكاره كل من ابن الفارض وابن سبعين والتلسماني. وقالوا قصائد وأشعار وأقوال يندى لها الجبين من هول كفرها وإلحادها في الله عز وجل وفي صفاته. 

وعقيدة ابن عربي لم تقتصر على وحدة الوجود فقط بل اشتملت أيضا على وحدة الخالق والمخلوق ووحدة الأديان وأن كل الأديان صحيحة باختلاف معبوداتهم فهذا يعبد البقر وهذا يعبد الصنم وهذا يعبد المسيح وكلهم مآلهم إلى الجنة. {تعالى الله عن قوله علوا كبيرا}. 

كما نقل هذه العقيدة إلى الغرب اليهودي سبينوزا وجيور وانوا في فترة مايسمى بعصر النهضة الممتد بين القرن الرابع عشر والسابع عشر الميلادي. 

ختاما/ يتضح مما سبق أن جوهر وحدة الوجود يتمثل في "نفي الذات الإلهية" وأن الله يحتوي على كل شيء من الأرض والبراكين والبحار والأنهار والإنس والجن وغيرها من المخلوقات. {تعالى وتنزه الله عما يقولون}. -

ملاحظة مهمة/ أفكار ابن عربي لا تمثل جميع الطرق الصوفية ولكنه يمثل طريقة منهم وهي الطريقة الأكبرية التي تنسب إليه. 

المصادر/ كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة

تعليقات