تعذيب وقتل العلماء


بلغ الغلو والكفر و بالعبيدين مبلغا عظيما، حتى ادعى حكامهم وعلماءهم ألوهية وربوبية الحاكم العبيدي. 

ولن أنقل ما قاله أولئك الزنادقة في الحاكم العبيدي. لأن فيه كفرا بواحا. لكن يكفيك أن تعلم أن حكامهم أمروا حاشيتهم بالسجود لهم ودعائهم. يقول الذهبي رحمه الله عن العبيدين" قاموا ، وسجدوا في السُّوق ، وفي مواضع الاجتماع ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فلقد كان هؤلاء العُبَيْدِيُّون شرّاً على الإسلام وأهله". 

قاوم علماء السنة القتل والتعذيب في سبيل الرد وقتال العبيدين، وسنذكر شيئا مماحدث لإولئك العلماء: 

من ذلك ماحدث للعالم أبو بكر النابلسي حين دعاه المعز العبيدي، فمثل بين يديه. فسأله: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفيناً تسعة، فقال الإمام النابلسي: ما قلت هكذا، ففرح القائد الفاطمي وظن أن الإمام سيرجع عن قوله. ثم سأله بعد برهة: فكيف قلت؟ قال الإمام النابلسي: قلت: إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضاً! فسأله المعز: ولم ذلك؟!! فرد: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم. 

فأمر المعز بإشهاره في أول يوم، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا. وفي اليوم الثالث، أمر جزارا يهودياً – بعد رفض الجزارين المسلمين – بسلخه، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ اليهودي وأخذته رقة عليه، فوكز السكين في موضع القلب فقضى عليه، وحشي جلده تبناً وصُلب على أبواب القاهرة. وقتل النابلسي في سنة ٣٦٣ من الهجرة. 

هذا غيض من فيض فإذا كان هناك من يتهمني بالتحامل والكذب بعد ذلك فليقرأ أكثر عنهم وليستزيد. 

يُتبع في المقال القادم كيف كانت نهاية الدولة العبيدية؟ 

المصادر/ كتاب سير أعلام النبلاء، كتاب أطلس الدولة العباسية، مصادر المقال السابق. 

لشراء كتاب أطلس الدولة العباسية وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )

لشراء كتاب سير أعلام النبلاء وسيصل لمنزلك اضغط ( هنا )


تعليقات