مذهب العبثية
العبثية: مذهب فلسفي أدبي فكري، يدعي أن الإنسان ضائع وأنه لم يعد لسلوكه معنى في الحياة المعاصرة، أي أن الحياة لا فائدة منها وأن كل شيء وُجد عبثا ومحض صدفة، وبالتالي فإن أي سلوك يرتكبه الإنسان لن يحاسبه عليه أحد، ولم يكن هذا المذهب شائعا في الماضي بمثل ما شاع هذا المذهب في هذا العصر تحديدا، وذلك لما فُتح على الناس من سُبل الراحة والرفاهية مالم يُفتح لغيرهم.
نشأت العبثية في "الأدب" الأوربي، وانتقل إلى الآداب العالمية المعاصرة، وتعد المدرسة السريالية الفرنسية المؤسسة للعبثية بالإضافة إلى المدرسة الرمزية.
كما كانت هناك شخصيات ساهمت في نشر العبثية ومن أهمهم: الأديب الأوربي صامويل بيكيت والكاتب الفرنسي أورجين يونسكو.
انتشرت العبثية بعد الحربين العالميتين في الغرب، ومازالت في ازدياد مطرد، نتيجة للتقدم التكنولوجي، ونتيجة للرفاهية والتمتع الذي حظي به الأفراد في الغرب، ونتيجة للعلمانية والتحرر المفرط فلا يوجد أخلاق ولا دين ولا شيء يضبط المجتمع، بل يوجد قانون ينظم سلوكهم كالماشية لكي لا تتصادم المصالح الفردية فيما بينهم.
فكل هذا أدى لشعور الإنسان الغربي بالخواء وعدم الإطمئنان لحاجات نفسه، فتبنى كثير منهم العبثية ليريح باله عن التفكير في أن هناك من سيحاسبه على أفعاله. وأجزم أنه لن يستريح باله ولن يهدأ ضميره.
صدق الله سبحانه"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ" (115) سورة المؤمنون؟
ملاحظة: أكثر من شخصين ممن أسسوا العبثية كانوا من الكُتاب والمؤلفين وتحديدا من "كتّاب الأدب والقصص والروايات". وهذا يدل على أمرين: الأول: قوة تأثير الكُتّاب وقوة تأثير المؤلفات والصناعات الأدبية على الأشخاص، الثاني: يجب انتقاء المؤلفات الأدبية بعناية لأنه يمرر تحتها عقائد وأفكار تصاغ بأسلوب بليغ وأدبي. مما يُجمّل الفكرة لدى القارئ أو يقبحها.
سؤال إثرائي للنقاش: برأيك ماهي الأسباب التي تجعل الإنسان يتبنى العبثية ويعتقدها ؟
المصادر/ كتاب الموسوعة الميسرة للأديان والفرق
تعليقات