فيروز الديلمي ومقتل الأسود


لم تثمر محاولات المسلمين باليمن على القضاء على الأسود العنسي، إلا محاولة واحدة من قبل فيروز الديلمي وآزاد زوجة الأسود المغصوبة على الزواج منه. وكانت هذه المحاولة في آخر حياة النبي ﷺ. 

اتفق فيروز وداذويه وجشيش مع قيس بن مكشوح المرادي وكان قائد جند العنسي للتخلص من الأسود العنسي؛ لأنه كان على خلاف معه، ويخشى أن يتغير عليه، وقد ضموا إلى صفهم زوجة الأسود العنسي وابنة عم فيروز "آزاد الفارسية". 

قامت آزاد وحددت لفيروز ومن معه ليلة، وحددت لهم بابًا لا يقف عليه أحد من حراس قصر الأسود، وتسلل القواد الأربعة (فيروز الديلمي وداذويه وجُشَيش وقيس بن مكشوح) إلى قصر الأسود العنسي في الليلة المتفق عليها. 

وفتحت آزاد الباب بعد أن سقت الأسود من الخمر، فدخل عليه فيروز الديلمي في حجرة نومه، فوجده قد سكر سكرًا شديدًا، فخنقه بيده حتى ظن أنه قد مات، ولما دخل عليه القواد الأربعة ليعلنوا موته وجدوه حيًّا، فهجموا عليه، وقتله فيروز، وتقول آزاد: ما رأيت خوار رجل كخوار الأسود العنسي. 

وقد صرخ الأسود صرخة جاء على أثرها الحراس، فخرجت إليهم آزاد، وقالت: "إن النبي يوحى إليه"، فسكنوا وأمسكوا واحتز قيس بن مكشوح رأسه، ثُمَّ علا سور المدينة حين أصبح، فقال: اللَّه أكبر اللَّه أكبر أشهد أن لا إلا اللَّه وأشهد أن محمدا رَسُول اللَّهِ وأن الأسود كذاب عدو اللَّه، فاجتمع أصحاب الأسود، فألقى إليهم رأسه في باحة القصر، فانتابهم الرهبة وعمهم الخوف ففروا هاربين، وانقض عليهم المسلمون يقتلونهم، فلم ينجح إلا من أسلم منهم. 

استقر الوضع الداخلي في اليمن بعد مقتل الأسود العنسي، وتراضى المسلمون على معاذ بن جبل رضي الله عنه، فصلى بهم في صنعاء. 

هناك من يقول أن مقتل العنسي حدث قبل وفاة النبي ﷺ بيوم أو يومين وهذا قول قوي، وأن النبي بشر أصحابه بذلك، فقد روى الطبري نقلا عن سيف بن عمر أن النبي ﷺ قال يوم مقتل العنسي : "قتل العنسي، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين" قيل: من قتله؟ قال: "فيروز، فاز فيروز"، وهناك من يقول بوفاته في عهد الصديق.. 

المصادر: كتاب البداية والنهاية، تاريخ الطبري، موقع قصة الإسلام. 

لشراء كتاب البداية والنهاية وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )



تعليقات