الحجاج بن يوسف الثقفي


"كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً أمويا على العراق من قِبل عبد الملك بن مروان ، وكان معروفاً بالظلم وسفك الدماء وانتقاص السلف وتعدي حرمات الله بأدنى شبهة ، وقد أطبق أهل العلم بالتاريخ والسير على أنه كان من أشد الناس ظلما ، وأسرعهم للدم الحرام سفكا ، ولم يحفظ حرمة رسول الله ﷺ في أصحابه ، ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه ، وكان يكره علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيته". 

"نشأ شابا لبيبا فصيحا بليغا حافظا للقرآن ، وقيل أنه كان يقرأ القرآن كل ليلة. ويروى أنه كان يقول للناس:"والله ولو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ، ولا أجد أحدا يقرأ على قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه،...". وابن أم عبد هو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود. 

يقول ابن كثير"وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر ، وكان يكثر تلاوة القرآن ، ويتجنب المحارم ، ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج ، وإن كان متسرعا في سفك الدماء ، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وساترها ، وخفيات الصدور وضمائرها" 

تقول أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- عن الحجاج" أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ). والمبير [المهلك]هو الحجاج، والكذاب هو المختار الثقفي. 

ويقول الخليفة الراشد الأموي عمر بن عبدالعزيز عن الحجاج "لو تخابثت الأمم وجئتنا بالحجاج لغلبناهم ، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة". 

وإنصافا للحجاج فإن زمانه كان زمان فتن وقلاقل وكان لحزمه وسفكه للدماء الأثر البالغ في بسط الأمن في العراق والحجاز، ولكنه استخدم طريقة ليست شرعية لبسط الأمن. وكان يكرم أهل القرآن ويبذل لهم الأموال، وكان كثير الفتوح، كما أنه كانت له حسنات مغمورة في بحر سيئاته. 

الخلاصة/ هذا هو الوالي الأموي الحجاج بن يوسف، وهو شخصية جدلية، وهو لا يعكس صورة الدولة الأموية إجمالا ولا يعكس بالضرورة صورة الولاة والخلفاء الأمويين من بعده، والدولة الأموية هي دولة مسلمة لها مالها من فضائل وعليها ما عليها من مساوئ، كسائر الدول الإسلامية. 

المصادر/ كتاب البداية والنهاية، سير أعلام النبلاء للذهبي. موقع الإسلام سؤال وجواب 

لشراء كتاب البداية والنهاية وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )

لشراء كتاب سير أعلام النبلاء وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )

تعليقات