قيافة الأثر والبشر


لنفصل الآن في القسم الثاني من الفِراسة والذي كما سبق في المقال الماضي أنه من العلوم المكتسبة. فلنتعمق قليلا في شيء من هذا العلم وأنواعه. 

تعريف علم الفِراسة: الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأحوال الباطنة والأمور الخفية. وهناك ثلاثة أنواع لهذا العلم بحسب كتاب الرازي. 

الأول: القيافة: وهي على قسمين: الأول: قيافة الأثر، في هذا القسم يتتبع القافي أثار الأقدام على الأرض التي يتشكل فيها أثر للقدم، ويستدل بها على مرور الشخص أو الدابة من عدمه.

القسم الثاني: قيافة البشر: يستدل القافي بشكل الشخص ومظهره ولون بشرته وشكل قدمه على نسبة الشخص إلى أبيه من عدمه، وهذا العلم خاص بالعرب، دون غيرهم، بل في قبائل معدودة من العرب ومنهم بنو مدلج. 

وفي قيافة البشر، قصة حصلت في عهد النبي ﷺ: حيث كان الصحابي الجليل زيد بن حارثة أبيض البشرة مثل القطن، بينما ابنه أسامة كان أسودا لأن أمه كانت سوداء، فكان المشركون والمنافقون يعيبون يقدحون في نسب أسامة إلى أبيه زيد لاختلاف بشرتهما. 

فجاء الصحابي مجزز المدلجي وهو أشهر قائف عند العرب، فرأى زيد وأسامة نائمين وقد ظهرت قدميهما، فقال: إن بعض هذه الأقدام من بعض، فأثبت نسب أسامة لزيد بقدميهما. 

وأذكر أنني أطلعت شخصيا على قضية قديمة جدا، خلاصتها أن رجلا أنكر نسب ابنته إليه، فوضعت في دور الرعاية، فترافعت على أبيها في المحكمة لإثبات نسبها، فجيء بقائف محلي أثبت نسبها إلى أبيها. وألزم ذلك الأب بحضانة ونفقة ابنته. 

المصادر: كتاب علم الفراسة للرازي، الصحيحين. 

تعليقات