معركة مرج الصفر "شقحب"


شقحب موضع قرب دمشق، وهي قرية صغيرة بالقرب من دمشق على تخوم أرض حوران تبعد عن دمشق 37 كيلو مترًا، وفيها كانت الوقعة الشهيرة بين المسلمين والتتار في رمضان عام 702هـ/1303م. 

بعد الهزيمة المنكرة التي مني بها المغول في معركة عين جالوت، عام ٦٥٨هـ، -لها مقال سابق- قُتل الكثير من المغول، وأسلم الكثير منهم، لكن إسلام معظم أولئك التتار كان إسلاما صوريا. إذ كانوا يقولون "لا إله إلا الله" ولكنهم لا يعملون بمقتضيات "لا إله إلا الله" فلا يصلون ولا يزكون، ويشربون ويزنون ويسرقون ويقتلون، بل كانوا أكثر فتكا وقتلا للمسلمين من غيرهم. 

لذلك عاد كابوس التتار "المسلمين صوريا" يلوح في الأفق بعد أقل من ٤٠ سنة من عين جالوت، وبدأوا يغزون الدول الإسلامية ويعيثون فيها الفساد والقتل والخراب، حتى أضحى المسلمون على خوف ووجل وترقب مستمر من اجتياح التتار لبلادهم. 

وسمع المسلمون في دمشق وما حولها، أنباء قدوم التتار لغزو الشام، وبدأوا يقنتون في الصلوات والمنابر والخطب، وقرئ صحيح البخاري، لما فيه من أحاديث ووصايا نبوية. 

في تلك الأثناء كان مركز الخلافة والقوة الإسلامية بمصر، حيث أقام الخليفة العباسي المستكفي بالله مع السلطان المملوكي الناصر محمد بمصر، فأرسلا كبار القادة والجيوش إلى دمشق. 

أعد المسلمون العدة، وأخذ العلماء بالوعظ وتعليم المسلمين وتشجيعهم على القتال، وكان لا بن تيمية رحمه الله الأثر البالغ في وعظ الناس وتشجيعهم على القتال. فقد أخذ يصول ويجول بين المساجد ويلقي المواعظ والخطب. 

بل إن ابن تيمية حلف للمسلمين بأنهم منصورون في هذه المعركة، وذلك خلال رده على من يقول أن التتار مسلمين وأنه لا يجوز قتالهم. قام "قازان" حفيد هولاكو بإرسال حملته العسكرية على الشام بقيادة "قطلوشاه" الذي بدوره تحالف مع النصارى الأرمن، وتوجهوا جميعا إلى حلب وبعلبك وقتلوا وشردا الآلاف من المسلمين وعاثوا في حلب وبعلبك الفساد. 

ذهب ابن تيمية إلى مصر ودخل على الخليفة المستكفي والسلطان الناصر محمد، فوعظهم وحثهم على القتال، وذكر لهما ما حل بالمسلمين من خوف من التتر، فخرج الخليفة والسلطان محمد وابن تيمية ومعهما الأمراء والوزراء ومابقي من قادة الجيش المصري ووصلوا دمشق. وانطلقوا لملاقاة التتار. 



التقى الجيشان عند قرية شقحب، وبدأ القتال في في ٢ رمضان واستمرت ثلاثة أيام، وكُتب النصر المؤزر للمسلمين وأبيد معظم جيش التتر وفر "قطلوشاه" هاربا إلى قائده "قازان"، فاغتم وحزن قازان حزنا شديدا وأمر بقتل "قطلوشاه"، ثم رجع عن ذلك وبصق في وجهه أمام حاشيته وطرده، ومات قازان مكمودا بعد أقل من شهر من معركة شقحب. 

ملاحظة/ يطلق على معركة شقحب اسم آخر وهو "معركة مرج الصُفر" بضم الصاد. وقد شارك في هذه المعزكة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأبلى فيها بلاء حسنا

المصادر: البداية والنهاية، أطلس دولة المماليك. 

لشراء كتاب البداية والنهاية وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )

لشراء أطلس تاريخ العصر المملوكي وسيصل لباب منزلك اضغط ( هنا )


تعليقات